نحن دراويش في حب الوطن
إذا كان حب النفس غريزة فحب الوطن واجب، وإن كان الموت في سبيل الذات فخر فإن الموت في سبيل الوطن شهادة وشرف ووسام وشارة، لا شيء يفوق مكانة الوطن في القلوب ولا شيء يعوض رائحة ترابه وكل من اغترب وهاجر وكل من تشرد وأُبعد خارج بلاده يعرف حقيقة هذا المعني، نحن لا نحبُ الوطن فقط.. بل نعشق هذا الوطن.. نحن دراويش في حب الوطن.. والحب ليس بالكلام.. الحب بالأفعال.. الحب بالدليل.. فالعمل للوطن هو الاختبار لمن يحبه.. هذه رسالتنا.
نحن المصريون أقدم شعوب الأرض.. وأول حضارة إنسانية في التاريخ، كنا أسياد العالم ولبس أجدادنا أحذية الذهب في أقدامهم وقت أن كان سكان العالم يهيمون حفاة عراة، فتخلفنا وتراجعنا بطريقة لا تتناسب مع حضارتنا وعلومنا وتقدمنا، فلا بد من العودة من جديد. نحن المصريون نريد التقدم.. النهضة.. القوة.. والعزة والشفافية والعدالة ونحن نستحق كل ذلك لأننا في ماضينا وحضارتنا تمتعنا بكل تلك الفضائل، فكنا أفضل اقتصاد في العالم وأقوى امبراطورية وجعلنا العدالة إلهة تدعى "ماعت"، وقوتنا حمت امبراطوريتنا الواسعة التي امتدت لمنابع النيل، وعزتنا تصورها لوحات المعابد لملوك الأرض وهم يركعون أمام فرعون مصر الذي لا يقهر.
نريد النصر والكرامة، فالوطن يواجه ظروفا صعبة ومحن كثيرة ومن واجبنا أن يزيد حبنا للوطن .
لقد عاقبنا التاريخ لأننا أخطأنا في حق أنفسنا من قبل وحق بلادنا يوم أن تعاملنا مع الخطأ والفساد والاستبداد بالتجاهل والتفرغ لمصالحنا الشخصية ويوم تعاملنا مع التزوير باللامبالاة وكأنه من طبائع الأمور، يوم أن سمحنا بأن تختطف إرادتنا لصالح أخرين لم يكونوا على قدر الأمانة والمسؤولية،.. فما يحدث الأن هو عقاب لنا على اهمالنا للشأن العام والمشاركة السياسية فلم نكن نعلم ولم يكن أحد يعلم بوجود هذا الكم من المشكلات التي خلفها لنا السابقون، واليوم يجب أن نسعي بألا نعاقب مرة أخرى فلابد أن نعمل ونجتهد حتى ينهض هذا الوطن مرة أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق