حكمة الرئيس وتحديات الحوار الوطني
حكمة الرئيس وتحديات الحوار الوطني
بقلم/ م.مدحت بركات
نعيش اليوم واقعاً سياسياً جديداً، بدعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لحوار سياسي شامل حول أولويات العمل الوطني .
واقعاً لطالما تمنينا أن نحياه، وما كنا لنحياه في وطن شاء الله له أن ينجو من مخططات الفوضى والإرهاب، لولا حكمةُ قائدٍ مُلهَم، حمل الأمانة وعبر بسفينة الوطن سنوات عجافا محفوفة بالمطامع والمخاطر والمكائد.
قائد أنقذ مقدراته وجمع شتاته وها نحن مدعوون للمشاركة في بناء مستقبله، مستقبل تتسع فيه مساحات الاختلاف والمعارضة على قاعدة وطنية، و تُبنَى على أُسُسِه، مبادئ الجمهورية الجديدة، التي نحلم جميعاً أن نعيشها، و نورثها أجيالنا القادمة.
فلنثمن على دعوة السيد الرئيس التي لم تأت متأخرة كما يظن أو يردد البعض، وإنما جاءت بعد سنوات من العمل الجاد والشاق، لإعادة تأهيل البنية التحتية المتهالكة وإطلاق المشروعات القومية العملاقة، واستعادة أمن مصر وأمانها، وقد تحقق ما وعد الرئيس، فكانت دعوة الحوار، وإلا فلا جدوى لحوار في وطن بلا أمن وأمان.
ونحن نعيش هذه اللحظة التي نتنفس فيها هواء الحرية والديمقراطية، يجب ألا ننسى، أن الدولة المصرية دفعت ثمنا غاليا لأمنها وأمانها، من دماء شهدائنا الأبرار في القوات المسلحة الباسلة والشرطة المصرية.
هؤلاء الأبطال لا يزالوا مرابطون على أرضها، حافظون لقسمهم، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . فهنيئا لمن سبقوا بمنزلة الشهداء، وتحية لأرواحهم الطاهرة، التي جادوا بها لتحيا مصر، ولنحيا في أمن وأمان.
إن وفاءنا لدماء الشهداء، وأمانة المسؤولية، التي أوكلنا إياها السيد رئيس الجمهورية، بدعوته الصادقة للحوار، إنما تحتم علينا جميعاً أن نؤكد على أنه، لا مكان في هذا الحوار لأجندات خارجية، تُملى صراحة أو بالوكالة، ولن نقبل حوارا مع كل من تلطخت يداه بدماء المصريين، سواءً خطط أو دبر أو نفذ.
كما تحتم علينا ذات الأمانة والمسؤلية، أن لا نقصي صوتاً مخلصا، وأن ننبذ الفرقة، وننحي خلافاتنا جانبا، وأن نتحلى بإنكار الذات، وتغليب المصلحة العامة، وإعلاء قيمة الولاء والانتماء لأجندة العمل الوطنية، لنقدم نموذجا فريدا في العمل السياسي، يعيد للأحزاب والمجتمع المدني بأكمله، مكانته في الشارع المصري .
أما وقد حان وقت العمل، استجابة لدعوة السيد رئيس الجمهورية، التي أطلقتها الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، بالأمس، وتعهدت بإدارتها بموضوعية وحيادية نثق فيها ونقدرها، ونثمن على بيانها الجامع الذي خاطبت به كل القوى السياسية، معارضة وموالية، دون أن تستثني أو تقصي أحدا.
والحق أقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، منح فرصة تاريخية لكل القوى السياسية لتشارك في صناعة القرار، وتقدم ما لديها من تحفظات، لا سقف لها كما وعد الرئيس، ولا يجب أن تنصرف أنظارنا في هذا الحوار إلى أمور دون الأخرى.
فكل الملفات مطروحة، وستناقش بذات القدر من الأهمية، سواء كانت تتعلق بمواد دستورية أو قوانين وتشريعات، تحتاج لإعادة صياغة أو للمشاركة، وفي كل ما يتعلق بالشأن السياسي، والشأن الحزبي، وتفعيل دور النقابات والمحليات، وسبل تفعيل دور الاتحادات الطلابية وتمكين المرأة .
ولا يقل الشأن الاقتصادي أهمية، في ظل الأزمة العالمية، يجب وضع كل الحلول على مائدة الحوار، فمن لا يملك قوته لا يملك حريته، وقضايانا في هذا الشأن، مصيرية، ومنها الاكتفاء الذاتي، والزراعة، والابتكار، وريادة الأعمال، والمشروعات الصغيرة، والشراكة بين القطاع الخاص والعام، وغيرها.
أما العدالة الاجتماعية وحقوق الفئات المهمشة والفقيرة، فهي مطروحة بقوة، ونثق أنها ستجد آذان صاغية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، المنحاز لهذه الفئات بطبيعته، ولا أدل على ذلك من المبادرة الرئاسية حياة كريمة ومشروعات تكافل وكرامة وغيرها .
ولا يقل أهمية في هذا الشأن، محاور قضايا الزيادة السكانية، والأحوال الشخصية، ومكافحة التطرف، وتجديد الخطاب الديني، وزواج القاصرات، وارتفاع نسب الطلاق، وتنمية النشء، وغيرها من القضايا الاجتماعية الأساسية .
أما هويتنا المصرية والثقافية وريادتنا العربية المفقودة في مجلات الصحافة والإعلام، فتحتاج إلى رؤية واضحة لا بد أن نشارك جميعا في صياغتها .
وانطلاقا من هذه الثوابت، قررت الهيئة العليا لحزب "أبناء مصر"، أن نبقى في حالة انعقاد دائم طوال فترة جلسات الحوار الوطني، مع تشكيل لجان متخصصة، نتعهد بأن تقدم رؤية سياسية وحقوقية واقتصادية واجتماعية شاملة لحاضر مصر ومستقبلها .
وفي كياننا الأكبر -تحالف الأحزاب المصرية- الذي يضم نخبة من المرجعيات والكوادر السياسية والاقتصادية وأصحاب الفكر، بقيادة النائب "تيسير مطر"، وأشرف بأن أكون عضو المكتب التنفيذي، له نحن في حالة انعقاد دائم، لتقديم أوراق عمل متخصصة وجادة، تشخص مشكلات الحاضر وتحمل حلولا ورؤى، لتحديات المستقبل لتحيا مصر بكل أبنائها.
رئيس حزب أبناء مصر
عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية
تعليقات
إرسال تعليق