رئيس بحجم مصر

 *


رئيس بحجم مصر*


مدحت بركات 


     منذ الوهلة الأولى، لم يكن إجماع المصريين على الرئيس عبد الفتاح السيسي مصادفة، بل رداً للجميل وإيماناً بتضحياته، ومن خلفه القوات المسلحة المصرية، في التصدي لمن أرادوا طمس هوية هذا الوطن.


     واليوم يتكرر المشهد، ويخسر المراهنون على تزييف وعي الشعب المصري، وتسقط دعوات العزوف والمقاطعة التي أرادوها سبيلاً لهدم الوطن، ويقول الشعب كلمته في أجواء احتفالية غير مسبوقة في الداخل والخارج.


     لمن يتابع الأحداث جيدا، لم يكن هذا المشهد الانتخابي الحضاري وليد اللحظة، بل حصاد نيات صادقة وجهد وفير من العمل المخلص والجاد على مدار 10 سنوات، ومصالحة سياسية شاملة، أفرزتها جلسات الحوار الوطني التي جمعت شمل كل القوى السياسية في مصر معارضة وموالاة على طاولة واحدة، بعد سنوات من الجفاء.


     وحين أعلنت نتائج الانتخابات، لم يكسب الرئيس عبد الفتاح السيسي منفرداً، بل ربح معه كل المصريين، ربح الشباب والمرأة وذووا الهمم والأحزاب السياسية، ربح المشروع الوطني وعاد الاصطفاف الوطنى من جديد ليصنع منظومة من التحدي أكثر قوة، ونربح جميعا أن نصطف خلف رئيس بحجم مصر.


     ولعل مشهد اجتماع الرئيس السيسي عقب إعلان نتائج الانتخابات، بمنافسيه رؤساء أحزاب الوفد والمصري الديمقراطي والشعب الجمهوري، والاستماع لرؤيتهم أكبر شاهد على الاتحول الديمقراطي الكبير، وبدء ميلاد جديد للحياة الحزبية، باعتبارها أحد أزرع هذا التحول الديمقراطى وأداة فاعلة من أدوات الحكم الرشيد.


     عن قرب كنت شاهداً على ما دار فى جلسات الحوار الوطني، وفي غرفه المغلقة، تحاورنا بلا سقف ، اتفقنا واختلفنا تحت سقف الوطن ومصالحه العليا، استجاب الرئيس وتحركت الحكومة و انتعشت الحياة الحزبية.


     ولم يكن مشهد الانتخابات الرئاسية برمته بعيدا عن ذلك ، فقد أداره المستشار الجليل محمود فوزي رئيس الحملة والممثل القانوني للسيد الرئيس بحنكة السياسي و ضمير القاضي،  تحرك دون صخب، وصنع مع فريقه تأثيرا على كافة المستويات، فوصل الصوت لكل قرى ونجوع مصر، والتف الجميع حول مشروع وطني حقيقي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التى تواجه الأمن القومي المصري .


     وفي حزب أبناء مصر، الذي أتشرف برئاسته، كان الجميع على قلب رجل واحد، شباب واعٍ على قدر المسؤلية، وتحركات مدروسة للتوعية والحشد في كل المحافظات وتفانٍ في حب الوطن، لا أجد كلمات تعبر عن شكري وتقديري لعطائهم غير المشروط.


     حقا لقد ربح الوطن، رئيساً بحجم مصر ، وأصبحنا اليوم مستعدين لمواجهة كل التحديات على أرضية وطنية تتسع للجميع، وعلى مشارف حياة سياسية جديدة تبنى على أساس المشاركة ، وصولا 

إلى تحقيق رؤية مصر 2030.


*رئيس حزب أبناء مصر*

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معاويه في منتدي شباب العالم

مدحت بركات .. حالة من الشجن السياسي

ت بركات: حيادية الأكاديمية الوطنية للتدريب ومرجعيتها العلمية ضمانه لنجاح الحوار الوطني