تفقهوا قبل ان تحجوا(١)
تفقهوا قبل أن تحجوا
في كل إنسان غريزة حب الاستطلاع.. فمن أصل طبع الإنسان لا يقبل على عمل إلا إذا عرف حكمته.. وماذا يفيده هذا العمل في دنياه وآخرته؟ لأن في أصله يحب نفسه حبا جما..
ولأن الحج بمناسكه لا تظهر حكمته في الوهلة الأولى لإشباع الحاجة الفطرية الفكرية والمادية، لذلك يحتاج الحاج إلى درجة عالية من الإيمان بحكمة الله وعلمه ويحتاج إلى درجة عالية من الإخلاص في العبودية للواحد الديان..
فيسأل الناس: هل يكون مع هذا التسليم المطلق لحكمه ما أمرنا به ليس إعمالا للعقل نقول لا، لأن لا يكون العقل حكما على النقل ولكن مسموح للعقل أن يفهم حكمه النقل ومسموح له أن يطير في المجال الاسلامي، مسموح له أن يسبح في المياه الإسلامية وأن يسبح وألا يشطح..
إن سيدنا عمر قال: "تفقهوا قبل أن تحجوا".
فلا يعقل ولا يقبل أن يذهب الحاج إلى بيت الله الحرام قبل أن يتفقه بأركان الحج وسننه ومستحباته، وصفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وما يجب أن تكون عليه أخلاق الحاج.
لا يقبل أن يعود الحاج من هذه الفريضة كما ذهب، لا يقبل أن يوجد الحاج في المشاعر المقدسة دون أن يشعر بها.
لا يقبل أن يلقي الحاج الجمرات بعيدا عن معاداة الشيطان وعند العودة يكون ألعوبة في يد الشيطان..
ولا يعقل ولا يقبل يأتي الحاج من البلاد البعيدة ليجلس في المشاعر المقدسة يأكل ويشرب وينام ويتكلم في شؤون الدنيا فهذا الحج لا يحقق مصالح المسلمين في الدنيا والآخرة..
لذلك يحتاج الحاج لكلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تفقهوا قبل أن تحجوا..
فأنت تحتاج معرفة حكمة الله من الحج ومن المناسك حتى ترفع الدرجة الإيمانية وتصل لدرجة عالية من العبودية..
إذا، كيف يستمتع الناس بالحج وهم لا يعرفون أسراره، فالعلماء يفصلون مناسك وأركان الحج وتفاصيل الطواف وتفاصيل السعي وعرفه ولا يذكرون لهم المعنى وراء كل هذا والحكمة من تلك المعاني..
نحن مسلمون أي مستسلمون لأمر الله تعالى بلا اعتراض: نحن نطوف لأننا عبيد أمرنا بالطواف السبع فلا نزيد ولا ننقص، نسعى لأننا عبيدا لله..
نحن نقف في عرفه في اليوم التاسع لأننا مسلمون مستسلمون خاضعون لا تردد ولا اعتراض ولا نقاش بل استسلام..
وهذا لا يمنع أن نتأمل ونتأمل ما وراء كل ذلك.. هل وراء هذا من حكمة؟
ولكن سواء عرفتها أم لم تعرفها يجب أن تنفذ لأننا عبيد مستسلمون ولا ترتبط العبادة بالأسرار..
• عندما ذهب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليقبل الحجر الأسود فقال: والله أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك..
فلماذا قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر؟ ولماذا نطوف حوله؟ ولماذا نسعى؟ ولماذا نقف بعرفه؟ وما السر بالمزدلفة؟ وما السر للذهاب لمنى والمبيت بها قبل الوقوف بعرفه؟.. وغيرها من أفعال الحج..
فلا بد من معرفة المعاني والحكم من علمائنا وأساتذتنا.. لذلك بدأت أفكر في الأسرار والمعاني..
ولا ترتبط العباده بالاسرار فهذه زياده فالعباده تنفذ اماً الاسرار والحكم معرفتها من باب التلذذ فعندما تمارس عباده وانت تعرف حكمتها ستزيد لذة العباده وتمارسها بروح مرتفعه
ان المعاني والعبر معرفتها تجعل للعباده معني فوق المعني وتضيف الي الخير خيرا والي العباده روحا
تعليقات
إرسال تعليق